تقع محافظة رياض الخبراء في الجزء الغربي من منطقة القصيم على الخطوط 46.44 و24.46، وترتفع عن سطح البحر 654 مترا، وتبعد عن بريدة 74 كم وعن عنيزة 46 كم، وعن الرس 15 كم، ويمر بوسطها طريق القصيم - المدينة القديم، أما السريع فيمر بالجزء الشمالي منها، وطريق كلية رابغ.
النشأة والتطور
ترجع نشأة رياض الخبراء امتدادا لنشأة مركز الخبراء أي بعدها في حوالي نهاية القرن الحادي عشر الهجري عندما عمر العفالق في هذا المكان على الضفة الشمالية لوادي الرمة؛ حيث خصوبة الأرض ووفرة المياه وعذوبتها؛ فحفر الأهالي آبارهم وأنشأوا مزارعهم. وكانت معظم مزارعهم على الوادي مباشرة وامتدوا إلى الغرب إلى أن وصلوا إلى منطقة فسيحة أرضها خصبة وماؤها عذب، ممتدة شمالا وعبارة عن «روضات» فحفروا آبارهم في هذه الرياض وأطلقوا عليها اسم «رياض الخبراء» تمييزا لها عن الرياض قاعدة نجد ومقر الحكم. وكانت أول مزرعة حفرت هي «الحِميديه».
وازدهرت هذه البلدة سريعا واقبل إليها الناس وزاد عدد ساكنيها خلال مدة وجيزة حتى بلغ امتداد المزارع من شرقي الخبراء إلى غربي رياض الخبراء حوالي 22 كيلو مترا، وهذه المزارع متجاورة ومتسلسلة مطلة على وادي الرمة إلى أن تصل إلى رياض الخبراء؛ حيث تمتد المزارع شمالا.
اشتهر أهلها بالشجاعة والدفاع عن محافظتهم والشهامة والكرم وإكرام الضيف والجار، وهذه الصفات فيهم مشهورة وثابتة، ولها دلائل وشواهد وأشعار معروفة وقصص متناقلة. واشتغل أهلها بالزراعة والتجارة والرعي وتغربوا مع العقيلات طلبا للمعيشة في البلدان العراق والشام ومصر وغيرها.
وعرفت الخبراء ورياض الخبراء بإنتاج أطيب أنواع القمح الذي اشتهر باسم «عيش الخبراء» والذي يروى انه جلب من الصين عن طريق الهند والبحرين وصولا إلى الخبراء ثم انتشر في سائر البلدان، وكذلك التمور والخضار وبعض الفواكه وغيرها.
ولما زاد السكان بني لها سور (عقده) ليحمي البلدة من الغزاة والأعداء ومحيط السور ربما يزيد على 12..مترا وارتفاعه حوالي 7متر وسمكه عند القاعدة 70سم، وفي الأعلى 30سم ويتكون من جدارين متلاصقين. وكان للسور أربعة أبواب:
باب الجواد (الشرقي).
الباب الشمالي.
باب السباق (الشمالي الغربي).
الباب القبلي.
وكل سور عنده برج للمراقبة وقد اختفت معظم معالم هذا السور (العقدة) بسبب توسع المحافظة وتداخل مع المنازل إلا أن الجزء الشرقي والشمالي منه لا زالت أطلاله قائمة. ويشق المحافظة أربعة شوارع رئيسية تلتقي في المجلس (السوق) عند المسجد الجامع.